نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 4 صفحه : 34
ثم قرأت الآية
التي في المائدة (إِذا قُمْتُمْ إِلَى
الصَّلاةِ) حتّى بلغ قوله (يُرِيدُ
لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) فعرفت أنّ الله لم يتم عليهم النعمة حتى غفر لهم.
قتادة عن شهر
بن حوشب عن الصّدي بن عجلان وهو أبو إمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم إنه قال : «الطهور يكفر ما قبله [ثمّ] تصير الصلاة
نافلة» [١] [٤٢].
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللهِ عَلَيْكُمْ) يعني النعم كلها (وَمِيثاقَهُ) عهده (الَّذِي واثَقَكُمْ
بِهِ) عاهدتم به أيها المؤمنون (إِذْ قُلْتُمْ
سَمِعْنا وَأَطَعْنا) وذلك حين بايعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على السمع والطاعة فيما أحبوا وكرهوا. هذا قول أكثر
المفسرين.
وقال مجاهد :
من الميثاق الذي أخذ الله على عباده حين أخرجهم من صلب آدم عليهالسلام(وَاتَّقُوا اللهَ
إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) عليم ما في القلوب من خير وشر (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ) أمرهم بالصدق والعدل في أقوالهم وأفعالهم (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) ولا يحملنكم بغض قوم (عَلى أَلَّا
تَعْدِلُوا) أي على ترك العدل فيهم لعداوتهم ، ثم قال : (اعْدِلُوا) بين أوليائكم وأعدائكم (هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوى) يعني إلى التقوى (وَاتَّقُوا اللهَ
إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ) عالم (بِما تَعْمَلُونَ) مجازيكم به (وَعَدَ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) تقديرها : وقال لهم مغفرة ، لأنّ الوعد قول ، فلذلك جمع
الكلام (وَالَّذِينَ كَفَرُوا
وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ).